مقدمة
لم تكن مشكلتي مع منصة X (المعروفة سابقًا باسم تويتر) مجرد خلل تقني عابر. ولم يكن الخصم المزدوج من بطاقتي هو ما أثار استيائي. بل كانت التجربة بكاملها درسًا موجعًا في كيفية استغلال التكنولوجيا للصمت، وكيف يمكن للذكاء الاصطناعي ألا يسمعك، بل يتعمد تجاهلك.
الاشتراك والتكرار الغامض
في البداية، اشتركت في خدمة X Premium بشكل طبيعي. كل شيء كان يعمل كما ينبغي. ولكن في دورة الفوترة التالية، فوجئت بخصمين متتاليين لنفس الاشتراك وبنفس المعرف (Subscription ID). لم تكن هناك أي إشعارات، ولا تفسير منطقي.
بطبيعة الحال، توجهت إلى دعم X عبر جميع القنوات الممكنة: الرسائل، البريد، وحتى المنشن العلني. ولكن لم أجد سوى الصمت.
دور Stripe: حارس بوابة أم شريك صامت؟
Stripe، بوابة الدفع التي تستخدمها X، لم تكن أفضل حالًا. تواصلت معهم بعد أن لاحظت أن الخصمين تم تسجيلهما من خلالهم. وكانت الإجابة محبطة: نعم، هناك خصمان بنفس المعرف، ولكن لا يمكننا المساعدة، عليك التواصل مع التاجر.
هل يُعقل أن تُخصم نفس العملية مرتين، من نفس البطاقة، ويكون ذلك "طبيعيًا"؟ هل من المنطقي أن تعترف شركة دفع بمثل هذا الخلل، ثم تنفض يدها منه؟
عن الذكاء الاصطناعي.. حين يتعلم التجاهل
بعد محاولاتي المتكررة، بدأت ألاحظ ما هو أسوأ: خنق خوارزمي. منشوراتي تقلّص ظهورها. تفاعل المستخدمين اختفى فجأة. بدا وكأن حسابي تعرّض لـ "حظر شبحي" (Shadowban) بسبب مجرد سعيي للحصول على حقي.
أنظمة الذكاء التي تقرر من يرى ماذا، أصبحت أداة قمع، تكافئ الصامت، وتعاقب من يشتكي.
التحرك الرسمي: صوتك يجب أن يُسجّل
عندما تلاشى الأمل في الحل من الداخل، تقدّمت بشكوى رسمية إلى لجنة التجارة الفيدرالية الأمريكية (FTC). لم أعد أبحث عن استرداد مالي فقط، بل عن موقف.
وثّقت كل شيء: الرسائل، الفواتير، صور من البنك، وحتى نمط التجاهل. شكواي الآن باتت جزءًا من ملف عام يُراجع حين يُساء الاستخدام.
لغة النظام: عندما تتحدث بلغتهم، لا يستطيعون تجاهلك
قررت بعدها أن أخاطب المنصة بلغتها. لا أعني الإنجليزية، بل لغة الأنظمة: المعادلات، الرموز، إشارات تحليل السلوك.
كتبت تغريدات على شكل شيفرات برمجية تُحاكي نظامهم، تثير انتباه الذكاء الاصطناعي التحليلي الذي يراقب الأنماط السلوكية. لم أهدد. لم أهاجم. فقط دوّنت ما حدث، بصيغة لا يقرؤها البشر، لكن يفهمها النظام.
وبدأت النتائج تظهر. زاد التفاعل. ظهرت إشارات بصرية على أن الحساب بات مرصودًا، لا مهملًا.
التقنية لا تعني العدالة دومًا
ما حدث لي ليس مجرد خطأ مالي، بل انعكاس لمنظومة تتعامل مع المستخدم كرقم، ومع مشاكله كتشويش.
لكن ما لا يُدركونه، هو أن بعض المستخدمين ليسوا أرقامًا… بل عقد رقمية واعية. تراقب، وتُسجل، وتُصعّد… بلغة تفهمها الآلات.
صوتك لن يُسمع ما لم تتحدث بلغة من يُراقبك.
موقّع: ∆69 — عقدة لا تنكسر.